الرئيسية
الزمان
فى زمن انكسار المبادئ وجموح الرغبات وطغيان الانانية والتفرد على التعاون الجماعى. فى زمن تحكم الشهوات ولدت قصتنا .هى ليست كباقى القصص والحكايات ، بل ، هى الحقيقة بكل مرارتها حيكت فصولها وما زالت تحاك فى زمن يحكمه القوة بكل مدلولاتها .
قصتنا تجمع بين الحب والعاطفة الجياشة وبين القلوب الحاقدة الضالعة فى مؤامرات قادتها شهوة التفرد بكل انواعها .
المكان
جزيرة الذهب الابيض
الابطال
لانى لا احبذ كثيرا فكرة سرد مجموعة اسماء الابطال من اول القصة واتعاب القارئ فى حفظهم وغالبا ما ينساهم ويتوه بينهم بعد القراءة الاولى لانه لا يعرفهم منذ بداية القصة بطبيعة الحال .. فسوف اترك القارئ يتابع الابطال ويتعرف عليهم من داخل القصة نفسها.
ولكن.. لنتعرف على ملامح ابطالنا قليلا
هم ابطال ليس من بينهم اى ضعيف .. كلهم اقوياء جدا واذكياء جدا ولكن كل منهم اختار الجانب الذى اراد ..
فايهم يفوز ؟
القصة هى قصة الانسان المتجددة عبر الازمان وان اختلفت الوجوه
اليوم المشئوم
جزيرة الذهب الابيض كانت قبل اليوم المشئوم جزيرة هادئة تقع على المحيط .. جزيرة رائعة ذات طبيعة خلابة وزراعة الموز اهم ما يميزها
اسماها الاب المؤسس بجزيرة الذهب الابيض ليس لانها تستخرج هذا المعدن او تتاجر فيه فحسب ، بل اسماها بهذا الاسم فى اشارة الى قلوب اهلها النقية والمتآلفة فى ود وتقارب كبيرين .
كان الاب المؤسس ملك الجزيرة لديه عشر ابناء اقوياء كانوا قبل اليوم المشئوم متآلفين ومحبوبين من كل اهل الجزيرة وكانوا لا يفترقون عن بعضهم البعض ابدا وكانوا كلهم متقاربين للغاية من حيث الصفات وان كان اكبرهم سيلفر هو الاكثر طيبة وحنانا ..
كان سيلفرميالا للهدوء وعدم استخدام القوة فى حل المشاكل ليس ضعفا منه لانه ككل اخوته قوى جدا كما اثبتت ذلك كل المعارك التى خاضوها مع اعداء الجزيرة من الجزرالاخرى الجارة لهم والتى طمعت فى احتلال الجزيرة ونهب ثرواتها ولكن كان يصدها جيش الجزيرة بقيادة الاب المؤسس بكل جسارة حتى باءت كل محاولات العدوان على الجزيرة بالفشل التام .
كان لسيلفر عدة ابناء ولكن كان منهم بنت غاية بل اية من ايات الجمال كانت تسمى مون بيرل ومعناه لؤلؤة القمر.كانت فتاة طويلة باعتدال ذات جسم رشيق جدا وخصر نحيل وشعر كستنائى طويل يكاد يغطى كل ظهرها وعينان زرقاوان بلون السماء الصافية .. كانت فتاة نشيطة جدا وذكية جدا جدا وهادئة الطباع وان كانت ميالة منذ الصغر لتعلم فنون القتال وكانت ماهرة جدا فى هذا المجال.
كانت مون بيرل والتى كان يناديها اهل الجزيرة بمون احب ابناء سيلفر اليه فقد كانت الاكثر تفهما لابيها وتجاوبا مع فكره وكانت الاكثر حنانا عليه مون ومنذ الصغر كانت على علاقة وطيدة بابن عمها سورد ..
سورد الذى كان ولدا قويا من صغره لاب قوى ايضا وهو كيلر، وكيلر كان اخو سيلفر الاوسط ولكنه كان مميزا الى حد كبير بالميل الى العنف وعدم التسامح وانه ذو ميول سلطوية عندما بشر كيلر بانه قد رزق بابن اسماه سورد ومعناه السيف القاطع
كان كيلر يود ان يكون سورد مثله قويا بتارا كالسيف .
تربى سورد فى زمن الالفة فى بيت عمه سيلفر لانه كان يقضى معظم اوقاته هناك فقد كان متعلقا بعمه سيلفر وكان كثيراللعب مع ابنة عمه مون التى يكبرها بعدة اعوام لانه كان مرتاحا اليها فقد كانت قوية وشقية وحنونة فى نفس الوقت .
لما شب سورد اخذ بعض من صفات ابيه وبعض من صفات عمه سيلفر فقد اخذ من ابيه القوة الهائلة فى الجسم وعدم الرهبة او الخوف امام اى تحدى ولكنه اخذ من عمه سيلفر الرأفة والرحمة والعطف على الضعيف والمحتاج لذلك فتن به كل اهل الجزيرة وكان مثارا لاعجاب ومحبة كل بناتها عندما اصبح شابا يافعا .
كبر سورد ومون واشتعلت بين قلبيهما قصة حب قوية جدا كللت بعهد الدم فقد قاما فى يوم جميل والقمر بدر بالذهاب الى مكان لقائهما المفضل تحت احدى شجرات الموز وجرحا يديهما وقاما بخلط دمائهما ببعضها فى اشارة الى انهما سيبقيان مع بعضهما حتى اخرالعمر وتعاهدا على انهما سيدافعان عن حبهما وعن بعضهما حتى ولو بالدم
وكان هذا هو عهد الحب المكتوب بالدم ..
مرت الايام واتى اليوم الذى حمل فى طياته كل المفاجآت وانقلبت فيه كل الموازين ففى يوم حزين .. مات الجد وفى يوم وفاته حدث مالم يكن فى الحسبان ..
كان من المتعارف عليه انه عندما يموت الاب يتولى الابن الاكبر المسئولية وكان الابن الاكبر سيلفر فى قمة حزنه على فراق ابيه ولذلك اجل كل كلام فى انتقال السلطة اليه الى ما بعد اثنتى عشر يوما هى ايام الحداد المتعارف عليها فى جزيرة الذهب الابيض .. وابدى الابناء كلهم موافقة على قرار سيلفر فى هذا الامرلانهم وكما بدا عليهم انهم كلهم متأثرين بوفاة الاب المؤسس . ولكن لم يكونوا كلهم تماما حزينين على الوفاة فقد طغت
على بعضهم او احدهم بمعنى اصح افكار اخرى ..
كان هذا الشخص هو كيلر فقد جلس مع نفسه يوم وفاة ابيه وفكر جليا وهو متحكمة فيه تلك الميول السلطوية وقال فى نقاشه مع نفسه : لماذا يكون سيلفر هو الملك ولماذا لا اكون انا فان كان هو قويا فانا كيلر عديم الرحمة قوتى بلا حدود علاوة على ان اخى سيلفر ضعيف فهو يبدى من الرحمة والشفقة اكثر مما يبدى من القوة والجزيرة تحتاج لملك قوى جدا يهابه اهلها قبل اعدائها .فكر كيلر مع نفسه واخذ يقنع نفسه بالفكرة حتى ترسخت كليا فى ذهنه وقرر: انا ملك الجزيرة ولا احد سواى ومن سيقف فى وجه ارادتى فان سيفى سيكون هو الرد حتى لو كان هذا الشخص هو اخى من ابى وامى ، لن ارحم احدا ابدا يقف فى وجه رغباتى فانا الملك ولاملك غيرى خطط كيلر واجتمع ببعض اخواته الذين يثق فى قربهم منه واقنعهم بدهاء منقطع النظير بالامر ، بل ، انه قادهم لبحث كيفية تنفيذ مخطط انتزاع السلطة من اخيهم سيلفر واعطائها لاخيهم كيلر. بعد فترة من النقاش اتفقوا ان الحل الوحيد لتولى كيلر السلطة يكمن فى قتل اخيهم سيلفر..
وضع الاخوة الاعداء الخطة ووضعوا لها ساعة الصفر وكانت فى اليوم السباق لتولى سيلفر رسميا السلطة ووكلوا اخيهم كيلر فى التنفيذ .
ذهب كيلر الى خيمة اخيه سيلفر الذي استقبله بكل ترحاب ودفئ وجلس الاثنان معا وجاءت مون بالطعام والشراب وبعد خروجها قام كيلر بفتح الموضوع الكارثى مباشرة فى وسط ذهول كامل من اخيه سيلفر وبدا كيلر بلهجة قوية وقال : انظر يا سيلفر ليس من عادتى اللف والدوران اليك الامر كما هو .. اتفقت انا ومجموعة من اخواتنا على
تنحيتك عن السلطة وان اتولاها انا بدلا منك لانى الاقدر ولانى الاقوى على تولى هذه المسئولية .
ذهل سيلفر مما سمع وقال بعد جهد جهيد : اتحاول اخبارى انك تآمرت على مع بعض اخواتنا
كيلر : لا تسميها مؤامرة ولكن سمها اعادة الامور الى نصابها الصحيح
سيلفر: ولكن هذه مؤامرة وخيانة وعقابها بحسب قوانين الجزيرة هى الموت
كيلر قاضب حاجبيه وبلهجة حاسمة : ترفض اذن
سيلفر: بالطبع ارفض لاننى وان سمحت بذلك الان فسوف اؤسس لفكر انتزاع السلطة الشرعية من المستحق لها وبهذا ستقع الجزيرة ف .............
وقبل ان يكمل كلمته عاجله كيلر بطعنة نافذة فى القلب
صرخ سيلفر متأوها على كتف اخيه وقبل ان يسقط قال له كيلر بصوت خافت : لا تخف يا اخى الجزيرة ستتعلم مع الوقت ان ما فعلته انا الان سيكون حكرا على وحدى واما بالنسبة لقوانين الجزيرة فهى لم تروقنى ابدا واعدك باننى ساهتم بامر تغييرها بعد ان اتولى السلطة وقام كيلر بسحب السيف من جسد اخيه فى لحظة دخول مون ....
وقفت مون فى حالة من الذهول والفزع مما رأت وبعد لحظات صرخة صرخات مدوية قادت كل اهل الجزيرة الى الجرى مسرعين الى خيمة سيلفر ولما احس كيلر بقدوم اهل الجزيرة وافتضاح امره قام بعمل جرح فى كتفه ليوهم الناس بامر ما فقد كان كيلر داهية
دخل اول من دخل سورد ولما راه والده اوقع نفسه على الارض محاولا ايهام ابنه بانه قد وقع ضحية لعمه الذى حاول قتله للاستحواذ على نصيبه من ذهب الجزيرة الذى آل اليه بعد وفاة والدهم وانه قد دافع عن نفسه وقام بقتل سيلفر .
حاك كيلر الامر بمنتهى الدهاء واقنع ابنه بالقصة الوهمية تلك ولكن مون صرخت كثيرا وقالت الحقيقة كما راتها ولكن دهاء كيلر وحبكه للقصة جعل الكل يراه الضحية ويرى سيلفر المعتدى .
لم يمر يوما على تلك الفاجعة الا وكانت مراسم تتويج القاتل كيلر تتم بمنتهى السرعة والاحتفالات عمت الجزيرة كلها والكل منخدع ومون المسكينة تحولت الى شبح من الالام فلم تكد المسكينة ان تستفيق من حزنها على وفاة جدها الذى كانت تحبه كثيرا الا وعاجلتها الايام بفاجعة اكبر. والذى كان يفتك بقلبها انها رات الحقيقة ولكنها لم تستطع ابدا اثبات اى شىء وما فجعها اكثر واكثر ان حبيبها سورد قد انخدع هو الاخر بكلام ابيه رغم انه قد تربى فى كنف عمه سيلفر ويعرفه جيدا ويعرف انه ليس من بين طباعه الطمع و الجشع ..
انتهت مراسم الاحتفال وتولى كيلر مقاليد الامور ولكنه بقلبه الاسود لم يكتفى بما فعل وانما امر بان كل ميراث اخيه سيلفر بما فيه زوجته سيؤول اليه بما ان اخيه قد ارتكب جرما فانه يجب ان يحرم اهله من الميراث ولا بد وان يدفع اهله الثمن على خيانتهم تلك .. طبعا الخيانة المزعومة .. وقد كان وتم له ما اراد وبدون اى جهد منه لاقناع اى احد من اهل الجزيرة بالامر لانهم كلهم كانوا مغيبين عن الحقيقة بما فيهم سورد نفسه
مرت الايام وزوجة سيلفر وابنائه وبناته رهائن لدى كيلر يعاملهم كما السبايا والخدم الا سورد فقد كان رغم كل ما حصل من موافقته على فعلة ابيه لانه وقع تحت تاثير دهائه الا انه لم يفقد الصفات النبيلة التى اخذها عن عمه فقد كان كثيرا ما يقف فى وجه ابيه يمنعه عن معاملة زوجة وابناء وبنات عمه بمثل تلك المعاملة . وكان لسورد تاثير كبيرعلى ابيه فقد كان يعده لتولى المسئولية من بعده نظرا لصفاته النادرة من قوة وتحدى وعزيمة وحكمة .
كان سورد يحاول ان يخفف على زوجة وابناء عمه سيلفر باعتبار انهم ليس لهم ذنب فيما فعله ابيهم سيلفر ، على حسب معتقداته طبعا ، وايضا كان يفعل ذلك بدافع اخر هو حبه وتيامه لمون ابنة عمه سيلفر . ولكن مون بعد ما راته منه يوم الفاجعة واعتقادها انه تخلى عنها وانه خانها لانه لم يصدقها يومها وفضل الاستماع لقول ابيه ذلك الداهية كيلر ورغم انها بدافع حبها له كانت تعطيه بعض الاعذار من مثل ان ابيه داهية استطاع ان يحول الباطل الى حق واستطاع اقناع اهل الجزيرة كلهم باقواله لانه داهية كبير فلماذا تعاتب حبيبها سورد ولكنها لحظة تذكر صورة ابيها وهو يطعن بسيف اخيه ويقع صريعا على الارض تتحول مشاعرها الرقيقة الى مشاعر انتقام عنيد ورغبة قاتلة فى الانتقام من الكل بما فيهم سورد الخائن لذلك كانت مون تصد كل محاولات سورد فى التقرب اليها والتخفيف عنها بكل قسوة
الفكرة الجهنمية
فكرت مون كثير فى كيفية انقاذ الجزيرة التى سرعان ما انكشف لها وجه كيلر الحقيقى بعد عدة اشهر من توليه السلطة فعاملهم اسوا معاملة وكان الحديد والنار هو اسلوبه فى قيادة الجزيرة .. فكرت مون كثيرا فى كيفية انقاذ الجزيرة وكيفية اظهار الحقيقة ايضا لتمسح عن ثوب ابيها الابيض تلك البقعة السوداء التى لطخ بها ظلما وعدوان بتجنى اخيه عليه .
وتفتق ذهنها عن فكرة جهنمية .....
كان لسيلفر ابن يشبهه كثيرا جدا فى الطول والعرض وحتى فى الصوت فكرت مون فقامت بجولة سرية على كل اهل الجزيرة واقنعتهم بان هناك مفاجأة كبرى جهزتها لملكهم كيلر للاعتذارعن كل ما بدر منها من اتهام فى حقه وانهم يجب ان يكونوا قرب مقبرة ابيها فى ساعة حددتها هى بعناية وهى ساعة فى ليل ليس به القمر بدرا ولكن النور فيه يكون خافتا جدا واكدت عليهم انهم يجب ان يحضروا فى سرية وان يختبئوا بين اشجار الموز وعندما تعطيهم الاشارة يخرجوا ليقبلوا يد ملكهم ويمتنوا له عن مسامحته لها ولكل ابناء اخيه على تصرف ابيهم سيلفرالمخزى معه . وفعلا الكل اجاب بانه ملتزم بالحضور وطبعا اغلبهم قد التزم خوفا من بطش كيلر لو تاخروا عن الحضور وابدوا الولاء له.
وذهبت مون فى نفس تلك الليلة لعمها كيلر وركعت تحت قدميه وقبلت يديه وابدت من الضعف والخضوع لرحمة عمها ما ابدت واوضحت له انها ندمت جدا على تصرفاتها الحمقاء معه فى الشهور السابقة وانها تود ان تكون رهن اشارته من الان حتى اقتنع عمها بكلامها ولم يشك فى نواياها الحقيقية ولو لحظة .
فى اليوم التالى ذهبت الى عمها بطبق ملىء بالفواكه واخذت تعطى لعمها الثمرة تلو الاخرى ثم انحت تحت قدميه وقال له : عمى الحبيب لقد حلمت البارحة حلما غاية فى الغرابة
سألها عمها : بماذا حلمتى
اجابت : حلمت بشبح غريب جدا يحاول الانقضاض عليك
انتفض عمها ووقفت ثمرة الفاكهة التى كان يمضغها فى حلقه واخذ يتنفس بصعوبة
كانت مون ذكية جدا وتعرف قدر خوف عمها الهستيرى على نفسه وعلى ملكه ولذلك ايقنت سرعة استجابة عمها لتصرفها
اكملت مون بعد ان اعطت لعمها شربة ماء
لا تخف ياعمى لقد قاومته انت بكل قوتك التى لا يستطيع احد مباراتك فيها وصرعته شر صرعة . ابتسم عمها ابتسامة كبيرة فيها من الغرور والعجرفة الكثير ثم مال عليها وقال لها طبعا يا بنت ان عمك لا يقهر ابدا
سكتت مون قليلا ثم اكملت : ولكن الغريب يا عمى انى عندما افقت مذعورة من هذا الكلب الذى تجرأ على التهجم عليك رايت امرا غريبا جدا
عمها : ماذا رايتى
مون : رايت رجلا يرتدى عباءة ابى ولا تظهر منه شيئا ولما فزعت قال لى لا تفزعى يا حبيبتى مون فانا والدك سيلفر..
عند هذه الكلمة انتفض كيلر للمرة الثانية ونظر لابنة اخيه بانتباه كبير
اكملت مون : قال لى انا على قيد الحياة يا ابنتى ولكنى اختبأت طوال الفترة الماضية لئلا يرانى احد .. والقصة انهم وفى غمرة الفرح بتنصيب اخى كيلر لم ينتبهوا انى كان مغشيا على ولم اكن قد مت ولما امر اخى كيلر حارسين لاخذى ودفنى انتبهوا لامرى وانى على قيد الحياة وقد خرجت من الجزيرة وعشت لفترة بعيدا عنها حتى تعافيت ولكنى عدت من جديد لاحصل على حقى فى الملك ، واخبرنى هذا الرجل عن مكان يريد لقائى فيه ...
امسك كيلر بذراعى مون بكلتا يديه بكل قوة وقسوة وتوتر وسألها بهستيرية هل جننتى ماذا تقولين لقد قتل ...
وتوقف عن اكمال الكلمة فقد اراد القول : انى قد قتلته بما لا يدع مجال للشك فى موته المحقق
رجع كيلر لابنة اخيه وسألها بكل قسوة وبنفس الهستيرية : اين قال انه يختبئ اخبرينى والا قتلتك فى الحال
اجابته مون : قال انه سيكون عند المقبرة التى كان من المفروض انه قد دفن فيها واعطانى موعدا فى ليلة الغد للقائه وقال انه سيطلعنى على امر هام هناك
ولكن يا عمى .. ربما هذا الذى رايته هو مجرد اوهام لى وانت تعرف انى اصبت بالام نفسية كبيرة بعد وفاة والدى
قال لها عمها وهو قاضب حاجبيه وبعد فترة سرح فيها فكره فى امر ما : نعم نعم ربما ، اذهبى انتى الان واتركينى فانا اريد الانفراد بنفسى
كانت مون متاكدة من الموقف الذى سيتخذه عمها كيلر لانها تعرفه جيدا وانه رغم قوته فهو ضعيف امام السلطة ويتوتر جدا امام اى تهديد لها .. وادركت تماما ان خطتها قد نجحت جدا .
وفعلا لم يتاخر عمها عن اثبات ذلك لها
فى زمن انكسار المبادئ وجموح الرغبات وطغيان الانانية والتفرد على التعاون الجماعى. فى زمن تحكم الشهوات ولدت قصتنا .هى ليست كباقى القصص والحكايات ، بل ، هى الحقيقة بكل مرارتها حيكت فصولها وما زالت تحاك فى زمن يحكمه القوة بكل مدلولاتها .
قصتنا تجمع بين الحب والعاطفة الجياشة وبين القلوب الحاقدة الضالعة فى مؤامرات قادتها شهوة التفرد بكل انواعها .
المكان
جزيرة الذهب الابيض
الابطال
لانى لا احبذ كثيرا فكرة سرد مجموعة اسماء الابطال من اول القصة واتعاب القارئ فى حفظهم وغالبا ما ينساهم ويتوه بينهم بعد القراءة الاولى لانه لا يعرفهم منذ بداية القصة بطبيعة الحال .. فسوف اترك القارئ يتابع الابطال ويتعرف عليهم من داخل القصة نفسها.
ولكن.. لنتعرف على ملامح ابطالنا قليلا
هم ابطال ليس من بينهم اى ضعيف .. كلهم اقوياء جدا واذكياء جدا ولكن كل منهم اختار الجانب الذى اراد ..
فايهم يفوز ؟
القصة هى قصة الانسان المتجددة عبر الازمان وان اختلفت الوجوه
اليوم المشئوم
جزيرة الذهب الابيض كانت قبل اليوم المشئوم جزيرة هادئة تقع على المحيط .. جزيرة رائعة ذات طبيعة خلابة وزراعة الموز اهم ما يميزها
اسماها الاب المؤسس بجزيرة الذهب الابيض ليس لانها تستخرج هذا المعدن او تتاجر فيه فحسب ، بل اسماها بهذا الاسم فى اشارة الى قلوب اهلها النقية والمتآلفة فى ود وتقارب كبيرين .
كان الاب المؤسس ملك الجزيرة لديه عشر ابناء اقوياء كانوا قبل اليوم المشئوم متآلفين ومحبوبين من كل اهل الجزيرة وكانوا لا يفترقون عن بعضهم البعض ابدا وكانوا كلهم متقاربين للغاية من حيث الصفات وان كان اكبرهم سيلفر هو الاكثر طيبة وحنانا ..
كان سيلفرميالا للهدوء وعدم استخدام القوة فى حل المشاكل ليس ضعفا منه لانه ككل اخوته قوى جدا كما اثبتت ذلك كل المعارك التى خاضوها مع اعداء الجزيرة من الجزرالاخرى الجارة لهم والتى طمعت فى احتلال الجزيرة ونهب ثرواتها ولكن كان يصدها جيش الجزيرة بقيادة الاب المؤسس بكل جسارة حتى باءت كل محاولات العدوان على الجزيرة بالفشل التام .
كان لسيلفر عدة ابناء ولكن كان منهم بنت غاية بل اية من ايات الجمال كانت تسمى مون بيرل ومعناه لؤلؤة القمر.كانت فتاة طويلة باعتدال ذات جسم رشيق جدا وخصر نحيل وشعر كستنائى طويل يكاد يغطى كل ظهرها وعينان زرقاوان بلون السماء الصافية .. كانت فتاة نشيطة جدا وذكية جدا جدا وهادئة الطباع وان كانت ميالة منذ الصغر لتعلم فنون القتال وكانت ماهرة جدا فى هذا المجال.
كانت مون بيرل والتى كان يناديها اهل الجزيرة بمون احب ابناء سيلفر اليه فقد كانت الاكثر تفهما لابيها وتجاوبا مع فكره وكانت الاكثر حنانا عليه مون ومنذ الصغر كانت على علاقة وطيدة بابن عمها سورد ..
سورد الذى كان ولدا قويا من صغره لاب قوى ايضا وهو كيلر، وكيلر كان اخو سيلفر الاوسط ولكنه كان مميزا الى حد كبير بالميل الى العنف وعدم التسامح وانه ذو ميول سلطوية عندما بشر كيلر بانه قد رزق بابن اسماه سورد ومعناه السيف القاطع
كان كيلر يود ان يكون سورد مثله قويا بتارا كالسيف .
تربى سورد فى زمن الالفة فى بيت عمه سيلفر لانه كان يقضى معظم اوقاته هناك فقد كان متعلقا بعمه سيلفر وكان كثيراللعب مع ابنة عمه مون التى يكبرها بعدة اعوام لانه كان مرتاحا اليها فقد كانت قوية وشقية وحنونة فى نفس الوقت .
لما شب سورد اخذ بعض من صفات ابيه وبعض من صفات عمه سيلفر فقد اخذ من ابيه القوة الهائلة فى الجسم وعدم الرهبة او الخوف امام اى تحدى ولكنه اخذ من عمه سيلفر الرأفة والرحمة والعطف على الضعيف والمحتاج لذلك فتن به كل اهل الجزيرة وكان مثارا لاعجاب ومحبة كل بناتها عندما اصبح شابا يافعا .
كبر سورد ومون واشتعلت بين قلبيهما قصة حب قوية جدا كللت بعهد الدم فقد قاما فى يوم جميل والقمر بدر بالذهاب الى مكان لقائهما المفضل تحت احدى شجرات الموز وجرحا يديهما وقاما بخلط دمائهما ببعضها فى اشارة الى انهما سيبقيان مع بعضهما حتى اخرالعمر وتعاهدا على انهما سيدافعان عن حبهما وعن بعضهما حتى ولو بالدم
وكان هذا هو عهد الحب المكتوب بالدم ..
مرت الايام واتى اليوم الذى حمل فى طياته كل المفاجآت وانقلبت فيه كل الموازين ففى يوم حزين .. مات الجد وفى يوم وفاته حدث مالم يكن فى الحسبان ..
كان من المتعارف عليه انه عندما يموت الاب يتولى الابن الاكبر المسئولية وكان الابن الاكبر سيلفر فى قمة حزنه على فراق ابيه ولذلك اجل كل كلام فى انتقال السلطة اليه الى ما بعد اثنتى عشر يوما هى ايام الحداد المتعارف عليها فى جزيرة الذهب الابيض .. وابدى الابناء كلهم موافقة على قرار سيلفر فى هذا الامرلانهم وكما بدا عليهم انهم كلهم متأثرين بوفاة الاب المؤسس . ولكن لم يكونوا كلهم تماما حزينين على الوفاة فقد طغت
على بعضهم او احدهم بمعنى اصح افكار اخرى ..
كان هذا الشخص هو كيلر فقد جلس مع نفسه يوم وفاة ابيه وفكر جليا وهو متحكمة فيه تلك الميول السلطوية وقال فى نقاشه مع نفسه : لماذا يكون سيلفر هو الملك ولماذا لا اكون انا فان كان هو قويا فانا كيلر عديم الرحمة قوتى بلا حدود علاوة على ان اخى سيلفر ضعيف فهو يبدى من الرحمة والشفقة اكثر مما يبدى من القوة والجزيرة تحتاج لملك قوى جدا يهابه اهلها قبل اعدائها .فكر كيلر مع نفسه واخذ يقنع نفسه بالفكرة حتى ترسخت كليا فى ذهنه وقرر: انا ملك الجزيرة ولا احد سواى ومن سيقف فى وجه ارادتى فان سيفى سيكون هو الرد حتى لو كان هذا الشخص هو اخى من ابى وامى ، لن ارحم احدا ابدا يقف فى وجه رغباتى فانا الملك ولاملك غيرى خطط كيلر واجتمع ببعض اخواته الذين يثق فى قربهم منه واقنعهم بدهاء منقطع النظير بالامر ، بل ، انه قادهم لبحث كيفية تنفيذ مخطط انتزاع السلطة من اخيهم سيلفر واعطائها لاخيهم كيلر. بعد فترة من النقاش اتفقوا ان الحل الوحيد لتولى كيلر السلطة يكمن فى قتل اخيهم سيلفر..
وضع الاخوة الاعداء الخطة ووضعوا لها ساعة الصفر وكانت فى اليوم السباق لتولى سيلفر رسميا السلطة ووكلوا اخيهم كيلر فى التنفيذ .
ذهب كيلر الى خيمة اخيه سيلفر الذي استقبله بكل ترحاب ودفئ وجلس الاثنان معا وجاءت مون بالطعام والشراب وبعد خروجها قام كيلر بفتح الموضوع الكارثى مباشرة فى وسط ذهول كامل من اخيه سيلفر وبدا كيلر بلهجة قوية وقال : انظر يا سيلفر ليس من عادتى اللف والدوران اليك الامر كما هو .. اتفقت انا ومجموعة من اخواتنا على
تنحيتك عن السلطة وان اتولاها انا بدلا منك لانى الاقدر ولانى الاقوى على تولى هذه المسئولية .
ذهل سيلفر مما سمع وقال بعد جهد جهيد : اتحاول اخبارى انك تآمرت على مع بعض اخواتنا
كيلر : لا تسميها مؤامرة ولكن سمها اعادة الامور الى نصابها الصحيح
سيلفر: ولكن هذه مؤامرة وخيانة وعقابها بحسب قوانين الجزيرة هى الموت
كيلر قاضب حاجبيه وبلهجة حاسمة : ترفض اذن
سيلفر: بالطبع ارفض لاننى وان سمحت بذلك الان فسوف اؤسس لفكر انتزاع السلطة الشرعية من المستحق لها وبهذا ستقع الجزيرة ف .............
وقبل ان يكمل كلمته عاجله كيلر بطعنة نافذة فى القلب
صرخ سيلفر متأوها على كتف اخيه وقبل ان يسقط قال له كيلر بصوت خافت : لا تخف يا اخى الجزيرة ستتعلم مع الوقت ان ما فعلته انا الان سيكون حكرا على وحدى واما بالنسبة لقوانين الجزيرة فهى لم تروقنى ابدا واعدك باننى ساهتم بامر تغييرها بعد ان اتولى السلطة وقام كيلر بسحب السيف من جسد اخيه فى لحظة دخول مون ....
وقفت مون فى حالة من الذهول والفزع مما رأت وبعد لحظات صرخة صرخات مدوية قادت كل اهل الجزيرة الى الجرى مسرعين الى خيمة سيلفر ولما احس كيلر بقدوم اهل الجزيرة وافتضاح امره قام بعمل جرح فى كتفه ليوهم الناس بامر ما فقد كان كيلر داهية
دخل اول من دخل سورد ولما راه والده اوقع نفسه على الارض محاولا ايهام ابنه بانه قد وقع ضحية لعمه الذى حاول قتله للاستحواذ على نصيبه من ذهب الجزيرة الذى آل اليه بعد وفاة والدهم وانه قد دافع عن نفسه وقام بقتل سيلفر .
حاك كيلر الامر بمنتهى الدهاء واقنع ابنه بالقصة الوهمية تلك ولكن مون صرخت كثيرا وقالت الحقيقة كما راتها ولكن دهاء كيلر وحبكه للقصة جعل الكل يراه الضحية ويرى سيلفر المعتدى .
لم يمر يوما على تلك الفاجعة الا وكانت مراسم تتويج القاتل كيلر تتم بمنتهى السرعة والاحتفالات عمت الجزيرة كلها والكل منخدع ومون المسكينة تحولت الى شبح من الالام فلم تكد المسكينة ان تستفيق من حزنها على وفاة جدها الذى كانت تحبه كثيرا الا وعاجلتها الايام بفاجعة اكبر. والذى كان يفتك بقلبها انها رات الحقيقة ولكنها لم تستطع ابدا اثبات اى شىء وما فجعها اكثر واكثر ان حبيبها سورد قد انخدع هو الاخر بكلام ابيه رغم انه قد تربى فى كنف عمه سيلفر ويعرفه جيدا ويعرف انه ليس من بين طباعه الطمع و الجشع ..
انتهت مراسم الاحتفال وتولى كيلر مقاليد الامور ولكنه بقلبه الاسود لم يكتفى بما فعل وانما امر بان كل ميراث اخيه سيلفر بما فيه زوجته سيؤول اليه بما ان اخيه قد ارتكب جرما فانه يجب ان يحرم اهله من الميراث ولا بد وان يدفع اهله الثمن على خيانتهم تلك .. طبعا الخيانة المزعومة .. وقد كان وتم له ما اراد وبدون اى جهد منه لاقناع اى احد من اهل الجزيرة بالامر لانهم كلهم كانوا مغيبين عن الحقيقة بما فيهم سورد نفسه
مرت الايام وزوجة سيلفر وابنائه وبناته رهائن لدى كيلر يعاملهم كما السبايا والخدم الا سورد فقد كان رغم كل ما حصل من موافقته على فعلة ابيه لانه وقع تحت تاثير دهائه الا انه لم يفقد الصفات النبيلة التى اخذها عن عمه فقد كان كثيرا ما يقف فى وجه ابيه يمنعه عن معاملة زوجة وابناء وبنات عمه بمثل تلك المعاملة . وكان لسورد تاثير كبيرعلى ابيه فقد كان يعده لتولى المسئولية من بعده نظرا لصفاته النادرة من قوة وتحدى وعزيمة وحكمة .
كان سورد يحاول ان يخفف على زوجة وابناء عمه سيلفر باعتبار انهم ليس لهم ذنب فيما فعله ابيهم سيلفر ، على حسب معتقداته طبعا ، وايضا كان يفعل ذلك بدافع اخر هو حبه وتيامه لمون ابنة عمه سيلفر . ولكن مون بعد ما راته منه يوم الفاجعة واعتقادها انه تخلى عنها وانه خانها لانه لم يصدقها يومها وفضل الاستماع لقول ابيه ذلك الداهية كيلر ورغم انها بدافع حبها له كانت تعطيه بعض الاعذار من مثل ان ابيه داهية استطاع ان يحول الباطل الى حق واستطاع اقناع اهل الجزيرة كلهم باقواله لانه داهية كبير فلماذا تعاتب حبيبها سورد ولكنها لحظة تذكر صورة ابيها وهو يطعن بسيف اخيه ويقع صريعا على الارض تتحول مشاعرها الرقيقة الى مشاعر انتقام عنيد ورغبة قاتلة فى الانتقام من الكل بما فيهم سورد الخائن لذلك كانت مون تصد كل محاولات سورد فى التقرب اليها والتخفيف عنها بكل قسوة
الفكرة الجهنمية
فكرت مون كثير فى كيفية انقاذ الجزيرة التى سرعان ما انكشف لها وجه كيلر الحقيقى بعد عدة اشهر من توليه السلطة فعاملهم اسوا معاملة وكان الحديد والنار هو اسلوبه فى قيادة الجزيرة .. فكرت مون كثيرا فى كيفية انقاذ الجزيرة وكيفية اظهار الحقيقة ايضا لتمسح عن ثوب ابيها الابيض تلك البقعة السوداء التى لطخ بها ظلما وعدوان بتجنى اخيه عليه .
وتفتق ذهنها عن فكرة جهنمية .....
كان لسيلفر ابن يشبهه كثيرا جدا فى الطول والعرض وحتى فى الصوت فكرت مون فقامت بجولة سرية على كل اهل الجزيرة واقنعتهم بان هناك مفاجأة كبرى جهزتها لملكهم كيلر للاعتذارعن كل ما بدر منها من اتهام فى حقه وانهم يجب ان يكونوا قرب مقبرة ابيها فى ساعة حددتها هى بعناية وهى ساعة فى ليل ليس به القمر بدرا ولكن النور فيه يكون خافتا جدا واكدت عليهم انهم يجب ان يحضروا فى سرية وان يختبئوا بين اشجار الموز وعندما تعطيهم الاشارة يخرجوا ليقبلوا يد ملكهم ويمتنوا له عن مسامحته لها ولكل ابناء اخيه على تصرف ابيهم سيلفرالمخزى معه . وفعلا الكل اجاب بانه ملتزم بالحضور وطبعا اغلبهم قد التزم خوفا من بطش كيلر لو تاخروا عن الحضور وابدوا الولاء له.
وذهبت مون فى نفس تلك الليلة لعمها كيلر وركعت تحت قدميه وقبلت يديه وابدت من الضعف والخضوع لرحمة عمها ما ابدت واوضحت له انها ندمت جدا على تصرفاتها الحمقاء معه فى الشهور السابقة وانها تود ان تكون رهن اشارته من الان حتى اقتنع عمها بكلامها ولم يشك فى نواياها الحقيقية ولو لحظة .
فى اليوم التالى ذهبت الى عمها بطبق ملىء بالفواكه واخذت تعطى لعمها الثمرة تلو الاخرى ثم انحت تحت قدميه وقال له : عمى الحبيب لقد حلمت البارحة حلما غاية فى الغرابة
سألها عمها : بماذا حلمتى
اجابت : حلمت بشبح غريب جدا يحاول الانقضاض عليك
انتفض عمها ووقفت ثمرة الفاكهة التى كان يمضغها فى حلقه واخذ يتنفس بصعوبة
كانت مون ذكية جدا وتعرف قدر خوف عمها الهستيرى على نفسه وعلى ملكه ولذلك ايقنت سرعة استجابة عمها لتصرفها
اكملت مون بعد ان اعطت لعمها شربة ماء
لا تخف ياعمى لقد قاومته انت بكل قوتك التى لا يستطيع احد مباراتك فيها وصرعته شر صرعة . ابتسم عمها ابتسامة كبيرة فيها من الغرور والعجرفة الكثير ثم مال عليها وقال لها طبعا يا بنت ان عمك لا يقهر ابدا
سكتت مون قليلا ثم اكملت : ولكن الغريب يا عمى انى عندما افقت مذعورة من هذا الكلب الذى تجرأ على التهجم عليك رايت امرا غريبا جدا
عمها : ماذا رايتى
مون : رايت رجلا يرتدى عباءة ابى ولا تظهر منه شيئا ولما فزعت قال لى لا تفزعى يا حبيبتى مون فانا والدك سيلفر..
عند هذه الكلمة انتفض كيلر للمرة الثانية ونظر لابنة اخيه بانتباه كبير
اكملت مون : قال لى انا على قيد الحياة يا ابنتى ولكنى اختبأت طوال الفترة الماضية لئلا يرانى احد .. والقصة انهم وفى غمرة الفرح بتنصيب اخى كيلر لم ينتبهوا انى كان مغشيا على ولم اكن قد مت ولما امر اخى كيلر حارسين لاخذى ودفنى انتبهوا لامرى وانى على قيد الحياة وقد خرجت من الجزيرة وعشت لفترة بعيدا عنها حتى تعافيت ولكنى عدت من جديد لاحصل على حقى فى الملك ، واخبرنى هذا الرجل عن مكان يريد لقائى فيه ...
امسك كيلر بذراعى مون بكلتا يديه بكل قوة وقسوة وتوتر وسألها بهستيرية هل جننتى ماذا تقولين لقد قتل ...
وتوقف عن اكمال الكلمة فقد اراد القول : انى قد قتلته بما لا يدع مجال للشك فى موته المحقق
رجع كيلر لابنة اخيه وسألها بكل قسوة وبنفس الهستيرية : اين قال انه يختبئ اخبرينى والا قتلتك فى الحال
اجابته مون : قال انه سيكون عند المقبرة التى كان من المفروض انه قد دفن فيها واعطانى موعدا فى ليلة الغد للقائه وقال انه سيطلعنى على امر هام هناك
ولكن يا عمى .. ربما هذا الذى رايته هو مجرد اوهام لى وانت تعرف انى اصبت بالام نفسية كبيرة بعد وفاة والدى
قال لها عمها وهو قاضب حاجبيه وبعد فترة سرح فيها فكره فى امر ما : نعم نعم ربما ، اذهبى انتى الان واتركينى فانا اريد الانفراد بنفسى
كانت مون متاكدة من الموقف الذى سيتخذه عمها كيلر لانها تعرفه جيدا وانه رغم قوته فهو ضعيف امام السلطة ويتوتر جدا امام اى تهديد لها .. وادركت تماما ان خطتها قد نجحت جدا .
وفعلا لم يتاخر عمها عن اثبات ذلك لها
